الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من جوع يهدد مئات الملايين حول العالم
الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من جوع يهدد مئات الملايين حول العالم
دقّ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ناقوس الخطر بشأن تفاقم أزمة الجوع العالمية، مؤكداً أن مئات الملايين حول العالم يواجهون اليوم تحدياً يومياً في تأمين وجبتهم التالية.
وجاءت رسالته في مناسبة يوم الأغذية العالمي، الخميس، لتذكّر بأن الأمن الغذائي لا يزال حلماً بعيد المنال لملايين البشر، رغم التقدم الكبير الذي أحرز خلال العقود الماضية، بحسب ما ذكر موقع أخبار الأمم المتحدة.
كشف غوتيريش أن 673 مليون شخص حول العالم يعانون من الجوع المزمن، فيما يعيش عدد أكبر في حالة دائمة من القلق بشأن مصدر طعامهم التالي.
وأوضح أن هذه الأرقام تعكس مدى عمق الأزمة الإنسانية التي تضرب المجتمعات الفقيرة والمتأثرة بالنزاعات والكوارث المناخية، مؤكداً أن العالم "يمتلك الموارد والمعرفة الكافية للقضاء على الجوع"، لكن ما ينقصه هو الإرادة والتعاون الدولي.
تحذير من الأمم المتحدة
استذكر الأمين العام أنطونيو غوتيريش أن المجتمع الدولي اجتمع قبل ثمانين عاماً، في أعقاب حرب عالمية مدمّرة، لمواجهة الجوع ووضع أسس الأمن الغذائي العالمي.
وأضاف في رسالته: "حقق العالم تقدماً ملموساً خلال العقود الماضية، لكن الأزمات الحديثة تُظهر أن هذا التقدم مهدد بالانهيار إذا تراخينا".
وأشار إلى أن الحروب، والأزمات الاقتصادية، وارتفاع تكاليف المعيشة، كلها عوامل أعادت الجوع إلى مستويات غير مسبوقة منذ أكثر من نصف قرن.
تحديات غذائية معاصرة
لفت غوتيريش إلى أن العالم يواجه اليوم أنواعاً جديدة من التحديات، أبرزها تصاعد معدلات السمنة وسوء التغذية، إضافة إلى الاضطرابات المناخية التي تهدد المحاصيل الزراعية وتؤثر على سلاسل الإمداد الغذائي.
وأكد أن التغير المناخي أصبح "عدواً خفياً" للأمن الغذائي، حيث تسببت موجات الجفاف والفيضانات في تدمير محاصيل حيوية في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
وأضاف أن الحلول موجودة، لكنها تتطلب التنسيق والعمل الجماعي لضمان وصول الغذاء الصحي إلى الجميع دون تمييز أو تهميش.
نداء للتضامن والعمل المشترك
شدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن شعار هذا العام ليوم الأغذية العالمي: "يداً بيد من أجل أغذية أفضل ومستقبل أفضل"، ليس مجرد شعار احتفالي، بل دعوة إلى التضامن الحقيقي بين الدول والقطاعات والمجتمعات.
وأكد أن تحقيق الأمن الغذائي يتطلب تغييراً جذرياً في أنماط الإنتاج والاستهلاك، وتشجيع الزراعة المستدامة، وتوفير الدعم للفلاحين الصغار الذين يشكلون العمود الفقري لإنتاج الغذاء في العالم.
ويُعدّ يوم الأغذية العالمي الذي يُحتفل به في 16 أكتوبر من كل عام، مناسبة لتسليط الضوء على حق الإنسان في الغذاء الكافي، وهو أحد الحقوق الأساسية المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وتأتي تصريحات غوتيريش في وقت تتزايد فيه المخاوف من اتساع الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة، حيث يعاني الملايين في إفريقيا جنوب الصحراء واليمن وسوريا والسودان من الجوع وسوء التغذية، بينما يهدر العالم كميات ضخمة من الطعام سنوياً.
ويحذر خبراء الأمم المتحدة من أن استمرار الأزمات الجيوسياسية والمناخية قد يدفع أكثر من 800 مليون شخص إلى براثن الجوع خلال العقد المقبل، ما لم يتحرك العالم سريعاً لإنقاذ ما تبقى من مكاسب التنمية.